الرئيسية / آخر الأخبار / البطريرك الراعي إختتم جولته في قضاء عاليه بعشاء تكريمي في دارة أرسلان

البطريرك الراعي إختتم جولته في قضاء عاليه بعشاء تكريمي في دارة أرسلان

 

IMG_9427
إختتم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته في قرى وبلدات قضاء عاليه وبعبدا، التي دامت لثلاثة أيام، بعشاء تكريمي أقامه له رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان في دارته في خلدة، بعد جولة للراعي في مدينة الشويفات استهلها بإحتفال حاشد في السراي الأرسلانية، ثمّ في كنيسة السيدة المارونية في العمروسية، حيث كانت له بعدها محطة قصيرة قرب كنيسة مار الياس في القبّة، أضاء فيها أهالي المنطقة الشموع أثناء مرور موكبه.
وحضر العشاء إلى جانب أرسلان، المطرانان بولس مطر وبولس الصياح، حشد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز والكهنة، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب، المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ ممثلاً بالشيخ أبو مصطفى حسين الصايغ، والمرجع الروحي الشيخ أمين الصايغ ممثلاً بالشيخ أكرم الصايغ والشيخ حسن ألو علي، رئيس المحاكم الدرزية القاضي الشيخ فيصل ناصر الدين، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ممثلاً بنجله تيمور جنبلاط، وزير الزراعة أكرم شهيب، النواب: بلال فرحات، ناجي غاريوس، فؤاد السعد، هنري حلو، وفادي الهبر، الوزير السابق مروان خير الدين، النائب السابق أمين عام اللقاء الأرثوذكسي مروان أبو فاضل، أمين عام مجلس الوزراء محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل، محافظ الجنوب منصور ضو، رئيس أركان الجيش اللواء الركن وليد سلمان، مدعي عام جبل لبنان القاضي كلود كرم، قاضي التحقيق العسكري الأول القاضي رياض أبو غيدا، الرئيس الأول لمحكمة استئناف البقاع القاضي أسامة اللحام، القضاة عفيف الحكيم، غادة ابو علوان، نجاة ابو شقرا، وعماد سعيد، وقضاة المذهب الدرزي الشيخ القاضي نزيه ابو ابراهيم، الشيخ القاضي سليم العيسمي، الشيخ القاضي منير رزق، والشيخ القاضي فؤاد حمدان، رئيس الصندوق الوطني للمهجرين العميد نقولا الهبر، العميد في الجيش اللبناني غازي عامر، والعقيد جوزيف غنطوس، ورئيس دائرة جبل لبنان الثانية في الأمن العام العقيد كمال صفا، وقائد سرية عاليه في قوى الأمن الداخلي المقدم خالد الورداني، ورئيس دائرة السجل العدلي المقدم غالب أبو ابراهيم، قائمقام عاليه بدر زيدان، المحافظ السابق العميد المتقاعد مالك عبد الخالق، قائد الشرطة الفضائية السابق العميد صلاح عيد ، العمداء يوسف ابو عمار، بسام يحي، ورياض شيا، رؤساء إتحادات بلدية ورؤساء بلديات قضاء عاليه ومخاتير القضاء، وممثلون عن الأحزاب: التقدمي الإشتراكي، السوري القومي الاجتماعي، حركة أمل، حزب الله، تيار المستقبل، والشيوعي اللبناني، كما حضر ممثلون عن مؤسسة العرفان التوحيدية، الشيخ راجح عبد الخالق والشيخ حمزة الكوكاش، وعن مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي الخيرية، الشيخ حسان حلاوي، بالاضافة إلى رئيس الصندوق الخيري الاجتماعي الشيخ هلال أبو زكي، وممثل عن جمعية الاشراق الخيرية الشيخ زياد عقل، ومسؤولين أمنين وأعضاء المجلس السياسي والهيئة التنفيذية في الحزب الديمقراطي اللبناني.

SAM_4433

أرسلان
بعد كلمة ترحيبية لقاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، ألقى أرسلان كلمة قال فيها: “أستميحكم عذراً.. بالخروج عن المألوف في الترحيب بكم.. فأرحب بكم بما هو عزيزٌ عليكم.. وبما يسكنُ في وجدانكم.. وعقلكم وقلبكم.. فأبدأ بتوجيه التحية… إلى جيشنا اللبناني الباسل البطل… المُدافع عن أرض الوطن المباركة… أحيي شهداءهُ.. وجرحاه… وأبطالهُ.. أفراداً ورتباءً وضباطاً وقيادة… وكذلك إلى قوانا العزيزة قوى الأمن الداخلي والأمن العام اللبناني.. وكافة الأجهزة الأمنية.. التي لا تنام الليل ولا ترتاحُ النهار.. وهي العينُ الساهرة.. على سلامة الوطن.. والمواطنين… وبيضُ العمائم شهودٌ على ما أقول…وببركتهم ودعائهم.. نلتزمُ الصدقَ والمصارحة”.
أضاف: “لقد ثبُتَ.. أن التاريخ يتكرّر، ولو بتبدّل عناصره وظروفهِ. فالمتغيّرات الدوليّة الحاصلة اليوم، تؤكد أنّ فكرة حماية الثغور، ملازمة لفكرة الدفاع عن لبنان… كيف لا ؟! وحمَلات الإستعمار لا تتوقّف مهما تعددت الصيَغ والأشكال لهذه الحملات. كما يتبيّن أنّ قدرَ لبنان أولاً أن يكونَ وطنَ الحريّة وفي الوقت نفسه… أن يحملَ مهمّة الدفاع عن العروبة في وجه الإرهاب والتكفير.. / إنّها حقيقة لا مجال للتهرب منها.. لأنّ العدوان الإستعماري مصممٌ على أن يستمرَّ ومصممٌ على أن لا يوفرنا… كيف لا ؟! … وإسرائيل… رأسُ الحربة الإستعمارية.. متاخمة لأرضِنا… ولها مهمّتها العدوانية… وطبيعتها المختلفة بالكامل عن طبيعتنا… وعنصريتها لا تحتمل التنوّع الثقافي.. والديني، الذي يتميّزُ به لبنان الحريّة… والتنوّع … والإنفتاح الثقافي والحضاري. لقد تبيّن لنا… من خلال تجارُبنا المرّة… أنّ قدرنا هو الإعتماد على أنفُسنا. لقد حاولنا الإعتماد على الأمم المتحدة…فثبُت أنها لا تحمينا ولا تحمي حتى القرارات التي تتخذُها هي. والدليل الأول والأبرز هو تخلّي الأمم المتحدة عن ضمان التطبيق الدقيق لإتفاقية الهدنة الموقعة برعايتها ومشاركتها بين لبنان وإسرائيل عام 1949.. أي هدنة رأس الناقورة. فلقد التزمَ لبنان بالاتفاقية على مدى سنوات طويلة.. دامت حوالي العشرينَ سنة… لكنّ الأمم المتحدة لم تُجبر إسرائيل على الإلتزام بها من جهة أراضي فلسطين المحتلّة… وذلك قبلَ أكثر من عشرين سنة على إتفاق القاهرة. والدليل الثاني هو القرار 425 الذي فرضنا نحن… كلبنانيين تطبيقه فرضاً.. من خلال مقاومة الإحتلال.. ودحره، وبالتالي تحرير أرضنا اللبنانية الغالية”.
وأردف: “حاولنا الإتكال على الجامعة العربية.. فخذلتنا.. مراراً وتكراراً وهي التي خذلت نفسها.. أساساً. لم نترك باباً من أبواب الصداقات الدولية… إلا وطرقناه.. على مدى أكثر من نصف قرنٍ من الزمن… فكانت النتيجة.. هي الخيبة. فلعبة الأمم لا ترحم… وسياسة النعامة لا تحمي الأوطان… وعدوانية وشراسة الإستعمار لا ترحم وللأسف الشديد لا تتوقف… لا في بلادنا… ولا في منطقتنا .. ولا في العالم أجمع. يكفي أن ننظر إلى خارطة العالم… ليظهر لنا بوضوح، أنّ ما من منطقة واحدة تعرفُ الإستقرار وتنعم بالحياة الآمنة. ليس أمامُنا سوى أمريْن.. الأول: أن نتابعَ الإتكال على أنفسنا.. فنحافظُ على قوة الردع الوحيدة المتوفرة لنا.. والتي أثبتت فعاليتها… والمتمثلة.. بالقاعدة الذهبية.. المكونة من ثلاثي القوة.. الشعب.. والجيش.. والمقاومة. ثانياً: علينا في الوقت نفسه أن نحرص على وحدتنا الوطنية الداخلية.. مهما تباينت آراؤنا السياسية.. وأن نحافظَ على تنوعنا.. الثقافي .. والحضاري، وأن نتحمّل بعضَنا البعض.. وأن لا نسقط القيمة العظمى.. التي لا توازيها قيمة.. وأعني بها قيمة المحبّة.. بين بعضنا البعض كلبنانيين.. إنّ الفوضى الدوليّة.. تفتعِلُها دول الإستعمار… الهائجة… الدمويّة بسلوكها…والمُدانة بشدّة من قبل الكرسي الرسولي الكريم… كما يُثبتُ ذلك… المواقف الصادرة عن حاضرة الفاتيكان على امتداد عهود الأحبار العُظماء، منذ “بيّوس الثاني عشر” وصولاً إلى الحَبر الأعظم فرنسيس… مروراً بالقدّيس يوحنّا الثالث والعشرين .. وبولس السادس.. الذي كان أوّل من زار لبنان.. ثمّ القدّيس يوحنّا بولس الثاني الذي قال عن لبنان… أنّهُ وطنٌ – رسالة … والبابا الفيلسوف اللاهوتي العظيم بندكتوس السادس عشر… وما من أحدٍ منهم وافق أن تكونَ حاضرة القديس بطرس.. غطاءً لعدوانية الإستعمار على بلادنا وعلى الشعوب المقهورة. وفي هذا السياق من واجبنا أن نُعيد إلى الذاكرة الإسهام الكبير في الدفاع عن فلسطين.. خلال فترة الحرب العالمية الأولى وما تلاها…من قبل الحبر الأعظم بندكتوس الخامس عشر.. الذي قاد حملةً دوليّةً كبرى دفاعاً عن أرض المسيح.. ضدّ وعد بلفور وضد اتفاقيّة سايكس – بيكو .. وضدّ الهجرة اليهودية .. واغتصاب اليهود لأرض المسيح.. وضدّ الإنتداب.. فكان الصادق الأمين.. في التعبير عن حقّ شعوبنا في الإستقلال والعيش بحرية وسلام”.
وتابع قائلاً: “لذلك يا صاحب الغبطة… فنحن الذين نحسن قراءة التاريخ وتفسير مفرداته.. نعم.. نُحسن قراءة التاريخ وتفسير مفرادته.. نعرفُ جيداً خلفيّة الحملات العدوانية التي يتعرّض لها الكرسي الرسولي.. والكنيسة من قبل دوائر الإستعمار والصهيونية.. ونعرفُ خلفيّة تشويه صورة المسيحيّة التي تقوم بها هذه الدوائر وحكومات الغرب المُجرمة والتي أدانها بشدّة… ما مثلها شدّة … البابا بنديكتوس السادس عشر في الفقرة رقم 14 من رسالته الشهيرة في مطلع العام 2011.. بمناسبة يوم السلام العالمي.. والتي تفسّر كل ما حدثَ ويحدث من خراب ودمار في بلادنا.. تحت عنوان “الربيع العربي. ولأننا نقرأ جيداً التاريخ ومفراداته ترانا نعيدُ التذكير بهذه الرسالة العظيمة التي تُدين أكاذيب الدول الإستعمارية.. ومزاعمها القائلة بحماية ما يُسمّى بالأقليات في بلادنا. نحن اليوم في لبنان نمرّ بأزمة داخلية ناجمة بادئ ذي بدء.. عن التكاذب الداخلي الذي يُشكّل.. يا للأسف، قاعدة التعاطي في الشأن العام. بسبب هذا التكاذب يتمُّ إخضاع اللبنانيين لهذا النظام الذي لم يعُد ينطبق على أيّ مفهوم من مفاهيم النظم السياسيّة .. لأنه أصبح نظامُ مظالم.. وإفقار متعمد للشعب… إنّهُ نظامُ المعتقلات المذهبية .. التي لا صلة لها لا بالطوائف ولا بالأديان… بل صلتُها بالتحكم المفياوي .. بالشعب وبحقوقه… لا بدّ من إصلاحٍ فعلي في بنية هذا النظام.. وأنتم خيرَ من يعي هذه الحقيقة، بدليل مبادرتكم… منذ أن توليتم كرسي أنطاكية وسائر المشرق.. بطرح وجوب إقرار عقد إجتماعيٍّ جديد… يعيدُ تنظيم سلّم الحقوق.. في اتجاهِ العدل الإقتصادي والحقوقي.. وبالتالي السياسي… بين أبناء الشعب اللبناني… وكما تذكرون يا صاحب الغبطة.. أننا يومَها تواصلنا مع بعضنا البعض.. إذ وجدنا في طرحِكم ما يتناغم مع مبادرتنا التي كنا قد أعلناها في العام 2009 في شأن المؤتمر التأسيسي. وهذا قابلٌ للبحث.. وللحوار الجدّي.. خصوصاً وأنّ الدولة تدورُ حول نفسها في مأزقٍ حدودهُ المعتقلات المذهبيّة… والمظالم الناجمة عنها وأبرزُها.. خروج الدولة عن الدستور.. والتماهي في التمييز العنصري.. الذي يكرّسُ… وباستبداد غبيّ متوحّش.. ما مثلهُ استبداد وغباء.. يكرّس التراتبية والطبقيّة في المواطنة. فإن كنتم الآن في دارتكم هنا… دارة بطل الإستقلال.. المغفور له الأمير مجيد أرسلان…هل تستغربون كيفَ لا نقبلَ أن نتحوّلَ إلى مواطنين من الدرجة الخامسة… وغيرُنا من الدرجة السادسة والسابعة والثامنة بل وأكثر”. ؟؟؟

SAM_4658

وختم أرسلان : “أمامُكم يا صاحبَ الغبطة… بيضُ العمائم.. المشايخُ الأجاويد… الأطهار… الأبطال.. أبناءُ الأبطال. الذين لم يُشكّلوا في يومٍ من الأيّام.. لا هم اليوم.. ولا من قبلهم أباؤهم وأجدادهُم.. الذين عمّروا هذه الجبال… لم يشكلوا عبئاً وظلماً على إخوتهم في الوطنية… هل من المعقول لهم أن يرتضوا لأنفسهم بمواطنة من الدرجة الخامسة.. هم الذين تعوّدوا التضحية حتى الفداء.. من أجل كرامة الوطن واستقلاله ؟؟؟ لن أطيل الكلام فالمشكلة التي نعاني منها عموماً كلبنانيين.. هي مُشكلة نظام سياسي.. ساقط.. غير دستوري. وكونوا على ثقة أننا حينَ نطرح.. موضوع الإصلاح الجذري.. لا نطرح ذلك على قاعدة… (أنا أعمى ما بشوف.. أنا ضرّيب السيوف)… إذ ليسَ من شيم.. أهل الحكمة الشريفة.. والعقل، أن يقبلوا بالغوغاء. إننا نُدركُ أنّ هذه الكوارث التي تعم في مشرقنا بأكمله.. تستهدف من ضمن ما تستهدف… الوجود المسيحي فيه. والوجود المسيحي المكوّن للوطنية.. هو آمانةٌ في أعناق كلّ وطني… واليوم أكثر من أي وقت مضى نعتبرُ أنّ التصدّي للمؤامرات الدولية المتوحّشة.. تقتضي بأن يكونَ رأسُ الدولة اللبنانية.. مسيحياً… لأنّ المؤامرات الدولية.. تريدُ إزالة المسيحية.. وإقتلاعِها نهائياً من أرض المسيح… ونحنُ نتمسّك بها… ونعلم جيداً، كم تبذلون من جهودٍ مضنية وصادقة وكريمة لدفع زعامات الطائفة المارونية للإتفاق فيما بينهم…على تقديم رئيس منهم… للرئاسة كخطوة إلزامية ومباشرة لحلّ مشكلة رئاسة الجمهورية إذ لا يعقُل… أن لا يكون للدولة رئيسْ.. وهذا أضعف الإيمان. عُذراً إن كنتُ قد أطلت.. لأنّ المعاناة تفرضُ قولَ الحقيقة… فأكرر بإسم أهلِ التوحيد والإيمان.. المشايخ الأجلاء.. أهلُ الحكمة والعقل.. والزُهد والرُشد… وصُدق اللسان وحفظ العهد… أبناءُ الأبطال الذين تعودوا أن يصدّوا بعمائمهم فوهات المدافع الإستعمارية… ونفذوا ذلك في مواجهاتهم المشهودة مع جيوش الإستعمار الفرنسي… يوم هبّوا بقيادة البطل المغوار سلطان باشا الأطرش… باسمهم نكرر دعوتكم إلى التكرّم والترحيب بنا في دارتكم…تفضّلوا”.

IMG_9352

البطريرك الراعي
من جهته قال غبطة البطريرك الراعي في كلمة له: “عطوفة الأمير، شكراً على كلمتكم من ألفها إلى يائها. شكراً لأنّك أفسحت عمّا في قلبك وقلب الكثيرين من اللّبنانيّين. بدأت كلامك الرّائع وقلت: ينبغي أن نعتمد على نفوسنا وأشرت الى ان اعتمادنا على منظّمة الأمم المتّحدة باء بالفشل، كذلك اعتمادنا على جامعة الدّول العربيّة كما قلت، لم يأت بنتيجة. لذلك كان لا بدّ لنا من أن نعتمد على أنفسنا. نحن لا نستطيع إلاّ أن نعتمد على الأسس التي تكوّن عليها لبنان. نعتمد على عيشنا معاً، هذا العيش الواحد. نعتمد على دستورنا، وعلى الميثاق الوطنيّ. نعتمد على الجماعة السياسيّة التي من واجبها أن تحمي الدّستور والميثاق، ومن واجبها ايضا أن تحمي مؤسّساتنا الدّستوريّة ومؤسّساتنا العامّة. نعتمد على الجماعة السياسيّة، لكي تأتينا بدولة قويّة وقادرة ومنتجة وهذا واجبها وواجب المواطنين جميعاً. أقول هذا لأنّه ينبغي أن نقول: خطيئتي عظيمة، لأنّنا نحن لم نعتمد على أنفسنا بما فيه الكفاية والبرهان، لكي ننتخب رئيساً للجمهوريّة، نعتمد على الخارج، كمن يعتمد على السّراب.”
وأضاف غبطته:” شكراً لك عطوفة الأمير على هذا العشاء الأخويّ والمحب، على هذا اللّقاء الجامع الآن وقبله في السّرايا الإرسلانيّة. شكراً لمحبّتك العظيمة، شكراً لأنكّ عبّرت باسم هذا الجمهور الكريم، عمّا في قلوب كل اللّبنانيّين؛ نحن نأمل ونرجو، ان نكمل مسيرة النهوض بلبنان. السّاعة أتت على ما أعتقد. بلادنا تتهاوى وتتفكّك، وكأنّها بُنيت من كرتون، ولكنها في الحقيقة قوية. هي لم تُبنَ من كرتون؛ عمر لبنان 95 سنة، والامير مجيد إرسلان، امير الإستقلال، هو من الرّجالات الذين صنعوا وطناً يليق بنا وبتاريخنا الطّويل، وينبغي علينا أن نُكمل المسيرة.”
وتابع غبطته:” أن ننظر إلى نسره هنا، مع العلم اللّبنانيّ، يدعونا لأن نفعل ما فعل هو، والرّجالات أمثاله، لبنان أوّلاً وأوّلاً واولا. وعندما نضع لبنان أوّلاً والجمهوريّة أوّلاً والمؤسسٍّات الدّستوريّة أوّلاً، عند ذلك، نبدأ بالإعتماد على أنفسنا. فرحت جدّاً عطوفة الأمير، عندما بدأت كلامك، “ينبغي أن نعتمد على أنفسنا”؛ “فإن لم يبنِ الرب البيت، عبثاً يتعب البنّاؤون”. ونقول: “إن لم يبنِ ربّ البيت”، نحن اللّبنانيّين ربّ البيت، عبثاً يتعب كل أصدقائنا من قريب أو من بعيد، طالما نحن لم نبنِ بأيدينا.”
وقال غبطته:” أليس مخجلاً ان نسمع نداءات من الخارج القريب والبعيد، وكأنها تترجّى اللبنانيّين أن ينتخبوا رئيساً، اليس هذا بالأمر المعيب؟ أهذا يعني أنّنا نعتمد على أنفسنا؟ ألم نتعلّم كما قلت عطوفة الامير، أنّنا لا يمكن أن نعتمد على الخارج، فالخارج يعتمد على مصالحه. هذا القول عن لبنان، نقوله أيضاً عن عالمنا العربيّ، “المسكين.” كيف يهدم بيته بيده، وكيف يهدم حضارته بيده، وثقافته بيده، وكيف ينفتح وقد قلتها يوماً، في إحدى لقاءاتي في الخارج، في جنيف، مع سفراء الدّول العربيّة كلّها. قلت: هل أصبحت الحضارة العربيّة، هل أصبحت ثقافتنا المشتركة، أنّنا نحن مستهلكو اسلحة الغرب، هل أصبحنا أدوات لتحقيق مصالح تأتينا من الخارج، كلّها هدّامة، ألم نتعلّم بعد؟! أقول هذا بصرخة من القلب والضّمير في دارة الأمير مجيد إرسلان، وفي حضرتك عطوفة الأمير، أنت الذي في كلّ مرّة تصرخ في هذه الدّار، ونسمعك اليوم وسمعناك بالأمس أنّت تصرخ صرخة، هذا بطل الإستقلال، هذا المحب للبنان، الأمير مجيد إرسلان.”
أيّها الإخوة والأخوات، نحن نرجو من هذا اللّقاء الجميل والمحب الذي به أراد عطوفة الأميرطلال أن يكرّمني، اشكركم واقول انا أتكرّم بهذا الحضور. في ختام الأيّام الثّلاثة، من زيارتي لعدد كبير من رعايانا وبلداتنا في قضاء عاليه وقسم من قضاء بعبدا، أستطيع أن أقول أنّ هذا اللّقاء هنا، في دارتك كما وفي اللّقاء الذي سبق في السّرايا الإرسلانيّة، هنا أقول عشنا أجمل الأوقات وتوّجناها بلقاء وطنيّ مخلص. نعود إلى بيوتنا ونفترق حاملين شعلة إيمان وحبّ للبنان ونختصر كلّ كلمة عطوفة الأمير الإعتماد على أنفسنا، فنخلص، عشتم وعاش لبنان.”

SAM_4729 IMG_8935 IMG_9425 SAM_4479 SAM_4510 SAM_4559 SAM_4589 SAM_4612 SAM_4662 SAM_4697

عن jad haidar

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*