داعش تنتهي خلال 48 ساعة إذا أراد الأميركيون ضربها فعلاً

جوزيف ابو فاضل

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الحكومة السورية الجديدة هي مثل التي سبقتها حكومة مواجهة، وجدّد القول أنّ الحرب في سوريا طويلة وأنّ المواجهة مستمرّة ودائمة طالما أنّ المؤامرة على سوريا قائمة.
وفي حديث إلى الفضائية السورية ضمن برنامج “حوار اليوم” أدارته الإعلامية رائدة وفاق، رأى أبو فاضل أنّ “داعش” صنيعة أميركية، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركية التي وصفها بالكاذبة والمجرمة هي التي خلقت هذا الفكر، مقللاً من شأن ما يُحكى عن حملة دولية ضدّ داعش، معرباً عن اعتقاده بأنّ أميركا لن تقدم على ضرب داعش في سوريا بل هي تضربها في العراق لدفعها للعودة إلى سوريا والتمركز فيها.
وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ داعش تنتهي خلال 48 ساعة إذا كان الأميركيون فعلاً يريدون ضربها، وهي تحت أنظارهم، لفت إلى أنّ الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان هو ساعي بريد عند الأميركيين، وأشار إلى أنّ المطلوب منه أن يكون على خلاف مع السعودية، وهو يعتبر نفسه زعيم الإخوان المسلمين في المنطقة.
من جهةٍ ثانية، رأى أبو فاضل أنّ اللبنانيين يعانون اليوم ممّا أسماه الإسلام السياسي الداعشي الذي يتحكم في رؤوس بعض المسؤولين من تيار المستقبل، وشدّد على وجوب أن يكون هناك تنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية، متحدّثاً عن مصلحة مشتركة بين البلدين للقضاء على العقرب الذي يتهدّدهما.

 

الحكومة السورية حكومة مواجهة
أبو فاضل هنّأ الدولة السورية والرئيس الدكتور بشار الأسد ورئيس الحكومة وائل الحلقي والوزراء على تشكيل الحكومة السورية الجديدة، واعتبر أنّ هذه الحكومة لا تزال حكومة مواجهة، لافتاً إلى أنه لا توجد معارضة بداخلها، وبالتالي فإنّ المعركة لا تزال مستمرّة ولا مجال للتفاوض مع من يسمّون أنفسهم معارضة، وقال: “لو كانت هناك معارضة حقيقية، لاستطاع الرئيس الأسد التعامل معهم”.
ورأى أبو فاضل أنّ الحكومة الجديدة ليست حكومة عسكر وهي تُعتبر حكومة مواجهة وحكومة سيادية وحكومة طوارئ، مجدّداً القول أنّ الرئيس الأسد لا يستطيع أن يأتي بأحد من الإخوان المسلمين على سبيل المثال ليكون شريكاً له في الحكومة، لأنّ هذا سيعني أنّ السلطة ستفسد وسيخرب كلّ شيء.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الحرب طويلة في سوريا ولا أحد يعرف توقيت انتهائها، مستبعداً أن يتمكن أحد من توقيفها طالما أنّ المجتمع الدولي لم يقرّر وقف هذه الحرب، ورأى أنّ المواجهة مستمرّة ودائمة.

 

داعش صنيعة أميركية
وفي سياق آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّ الفكر الداعشي سيظلّ موجوداً، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركية الكاذبة والمجرمة هي التي خلقت هذا الفكر باعتراف وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والاعتراف هو سيد الأدلة، مذكّراً بحديثه السابق عن فيلم أميركي طويل سيظهر في العراق.
وأشار أبو فاضل إلى أنّنا اليوم أمام فيلم أميركي طويل، موضحاً أنّ كلّ هم الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم الاقتراب من المناطق النفطية، وقال: “إذا كانت مصلحة الأميركي الآن أن تبقى داعش وتتوسّع بعض الشيء، يتركها، وهي أصلاً توسّعت وبقيت تحت الطيران الأميركي وأنظاره”، وأضاف: “داعش هي صنيعة أميركية”.
وقلّل أبو فاضل من شأن ما يُحكى عن حملة دولية ضدّ داعش، مشيراً إلى أنّ الكلام سهل لكنّ المهم هو ترجمة الكلام إلى أفعال، وأشار إلى أنّ أميركا وإسرائيل يهمّهما تفتيت المنطقة وقد بدآ بالسودان وانتقلا إلى العراق، ورأى أنّ إيران دولة تكبر وتتعاظم وهي تسعى اليوم لاستعادة ما خسرته في العراق.

 

أميركا لن تضرب داعش في سوريا
واعتبر أبو فاضل أنّ زعامة السنّة اليوم يسعى إليها اليوم السعودي والقطري والمصري، مشيرا إلى أنّ السعوديين والمصريين يحاولون الاتفاق على هذه الزعامة على قاعدة الإسلام المعتدل، ورأى أنّ هناك مشاكل في المنطقة متداخلة ببعضها ممّا يجعل أميركا تضع عنواناً كبيراً وتدخل من خلاله للمنطقة.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ محاربة داعش هي كذبة كبيرة، مشدّداً على أنّ الأميركيين لا يحاربون الإرهاب بل يوجّهونه كيفما يشاؤون ووفقاً لمصالحهم، وأعرب عن اقتناعه بأنّ الأميركيين لن يضربوا داعش في سوريا بل سيستمرّون بضربها في العراق حتى تنسحب وتعود إلى سوريا. وسأل: “إذا كان الأميركيون فعلاً يريدون ضرب داعش في سوريا لماذا تركوا مطار الطبقة يسقط؟”
وشدّد أبو فاضل على أنّ القيادة السورية واعية جداً للوضع وتعرف ما الذي يحصل، وأكد أنّ الجيش السوري يتابع هجومه على هذه المجموعاته وقد ضربها في الرقة ويضربها في دير الزور، لافتاً إلى أنّ الطيران الحربي السوري يضرب المواكب والمداخل التي يمكن أن تأتي من العراق إلى دير الزور باعتبار أنّ الرقة حدودها مع تركيا وليس لها حدود مع العراق.

 

داعش تنتهي خلال 48 ساعة
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ من صنعته أميركا تستطيع أن تمون عليها، مشيراً إلى أنّها لم تستطع خلع الرئيس السوري بشار الأسد لأنها ليست من صنعته بل شعبه هو الذي انتخبه ولا يزال معه، وأشار إلى أنّ الأميركيين استصدروا قرار مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب ليغطوا نفسها، موضحاً أنّ هذا القرار يخوّلهم ضرب داعش أينما كان، داعياً لعدم الثقة بها.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ أميركا لا تزال الدولة الأقوى وهي اليوم تتحكم بالمنطقة، مشيراً إلى أنّ شعوب المنطقة في المقابل لا تحبّ أميركا، ولذلك هي تتصرّف من منطق القوة والمصلحة وليس لديها منطق سياسي، وأشار إلى أنّ داعش تنتهي خلال 48 ساعة إذا كان الأميركيون فعلاً يريدون ضربها، وهي تحت أنظارهم.
واعتبر أبو فاضل أنّ أميركا تواجه بعض المشاكل ببعض الدول، وصنّفها بأنها الشرّ المطلق، مشيراً إلى أنّ كلّ همّها أن تبقى إيران قريبة منها مثل السعودية والخليج ومثل إسرائيل.

 

أردوغان ساعي بريد لدى الأميركيين
ورأى أبو فاضل أنّ أميركا تريد جرّ داعش إلى سوريا لتتقاتل مع جبهة النصرة، مشدّداً على أنّ المخطط لتدمير سوريا لا يزال مستمراً، لكنّه لفت إلى أنّ الطيران السوري يستطيع أن يصل إلى أيّ مكان، وبالتالي لا مجال لدولة في الرقة أو في غيرها، وحذر من إمكان إرسال هؤلاء العناصر إلى الأردن، مشيراً إلى أنّ أميركا بعد 11 سبتمبر قرّرت نقل الحرب إلى خارج أميركا، ونقلتها فوراً إلى أفعانستان، وبعدها إلى العراق في 2001، ثمّ جاء الحديث عن شرق أوسط جديد مع الوزيرة السابقة كوندوليزا رايس والمؤامرة على سوريا.
واعتبر أبو فاضل أنّنا قد نشهد خلال أشهر قليل اضمحلال داعش في العراق، لكنه نبّه إلى أن مجيئها إلى سوريا سيشعل المنطقة بينها وبين جبهة النصرة وخصوصاً في حلب، وأشار إلى أنّ الأتراك يبدو أنهم مرتاحون للوضع، لافتاً إلى أنّ الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان متطرّف، واليوم هو ساعي بريد عند الأميركيين، وأشار إلى أنّ المطلوب منه أن يكون على خلاف مع السعودية، وهو يعتبر نفسه زعيم الإخوان المسلمين في المنطقة، وهو يهاجم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلّ يوم. وقال: “لا يوجد فصيل إخواني أو داعشي أو نصرة إلا وله امتداد إلى تركيا أو ربما قطر”.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الجيش التركي جيش علماني، وقد أضعفه أردوغان، مشيراً إلى أنه وضع كلّ الجنرالات في السجون، كما أنه يتحكم أيضًا بالسلطة القضائية، وهو يعيّن ويخلع كما يشاء، وخلص إلى أنه يحكم تركيا اليوم كما لو أنه سلطان عثماني.

 

انتصار غزة بطولي
ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم قوي لأنه مع الشرعية الدولية ولديه جيش قوي، مشيراً إلى أنّ الأمر نفسه يسري على سوريا، معتبراً أنّ سوريا بدأت تستعيد زمام المبادرة، لافتاً إلى أنّ منطقة القلمون أصبحت بيد الجيش السوري إضافة إلى مناطق أخرى. وفيما شدّد على أنّ السوري يدافع عن نفسه، أعرب عن اعتقاده بأنّ تركيا ستبقى بواقعها الحالي طالما أنّ أردوغان في السلطة.
وفيما حيّا أبو فاضل الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة، واصفاً إياه بالبطولي، أشار إلى أنّ على الشعوب أن تكون واعية لما يُخطّط لها، وشدّد على ضرورة أن تظلّل العروبة الجميع، واعتبر أنّ تجفيف مصادر الإرهاب كذبة كبيرة لأنّ الأميركيين غير جادين بذلك.
واعتبر أبو فاضل أنّ ما تمّ التوصل إليه في غزة هو هدنة طويلة، معرباً عن اعتقاده بأنها يجب أن تثبّت بوقف إطلاق نار دائم لأنّ التجارب الإسرائيلية في خرق الاتفاقات ماثلة أمامنا، ولفت إلى أنّ الفلسطينيين انتصروا بالسلاح السوري والإيراني وبسلاح حزب الله، مشيراً إلى أنّ توحّد فصائل المقاومة يغيظ إسرائيل وهو أكبر انتصار، متمنياً لو أنّ العملية كانت موحّدة بدل أن يخرج كلّ فصيل بخطابٍ منفصلٍ عن الآخر، وقال: “نحن في لبنان سطرنا البطولات أيضًا وسوريا اليوم تدفع الثمن لأنها وقفت بجانب المقاومة وكسرت رأس هذا العدو”.

 

نعاني من الإسلام السياسي الداعشي
وفي الختام، تطرق أبو فاضل إلى الوضع الداخلي اللبناني، حيث لفت إلى أنّ اللبنانيين يعانون اليوم ممّا أسماه الإسلام السياسي الداعشي الذي يتحكم في رؤوس بعض المسؤولين من تيار المستقبل، وأشاد بموقف رئيس الحكومة تمام سلام من موضوع العسكريين المخطوفين، مشدّداً على أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي يبذل المستحيل حتى لا يُقتل هؤلاء الجنود، كما أنّ الجيش العربي السوري في القلمون لا يهاجم المناطق التي يتواجدون فيها حتى لا يقتلوهم.
وشدّد أبو فاضل على وجوب أن يكون هناك تنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية، متحدّثاً عن مصلحة مشتركة بين البلدين للقضاء على العقرب الذي يتهدّدهما، وأكد أنّ الجيش اللبناني استطاع أن يستعيد زمام المبادرة لكنّ الإدارة السياسية والإدارة المحلية في عرسال هي بيئة حاضنة لهذا التكفير الحاصل، وهذا شيء معروف، وطالب بتنفيذ معاهدة التعاون والأخوة والتنسيق بين لبنان وسوريا بحذافيرها، مذكّراً بأنّ الرئيس رفيق الحريري هو من وقّع هذه المعاهدة مع الحكومات السورية، وأشار إلى أنّ المعاهدة هي أهمّ من السفارة.